ملاحقة دولية... ما الذي تستطيع أن تفعله إيران لترامب بعد خروجه من البيت الأبيض؟

في ظل الصراع القائم بينهما، وعلى خلفية خروجه من البيت الأبيض، أعلنت إيران متابعة قضية محاكمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ومسؤولي إدارته على الصعيد الدولي، إثر الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب الإيراني.


وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون الحقوقية والدولية محسن بهاروند، في تصريح خاص مع وكالة "سبوتنيك"، "بكل تأكيد سنقوم بمتابعة قضية محاكمة ترامب ومسؤولي إدارته على الصعيد الدولي"، مشيرا إلى "احتمال صدور لوائح أخرى تتضمن أشخاص تدرجهم طهران على قائمة الإرهاب الخاصة بها".


وأدرجت وزارة الخارجية الإيرانية مساء الثلاثاء الماضي، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزراء الخارجية والدفاع والخزانة ومسؤولين آخرين إلى لائحة العقوبات الإيرانية.


وتشمل العقوبات الإيرانية كذلك وزير الدفاع الأمريكي السابق مارك إسبر، ومديرة وكالة الاستخبارات جينا هاسبل، إضافة إلى جون بولتون وبراين هوك، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران إليوت أبرامز، ومدير مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في الخزانة الأمريكية.


ملاحقة إيرانية

ورداً على سؤال حول انتهاء رئاسة دونالد ترامب وفقدان حصانته السياسية، هل يجب أن يقلق من الملاحقة الدولية وحتى المحاكمة على أفعال وجرائم ضد إيران؟ "نعم، لا شيء يمكن أن يقوض مسؤولية الشخص الذي ارتكب الجريمة. المجرم لا يمكن أن يفلت من العقاب وخلفيته غير مقبولة على الإطلاق. كما قلت، سنواصل ذلك حتى النهاية".


وأضاف بهاروند، "يجب أن يحاسب على جرائم واغتيالات الجنرال سليماني الذي اعترف بذلك حتى في خطابه الأخير وكان فخوراً بها. ونأمل أن نحاسبه على الجريمة التي ارتكبها".


​وكان القضاء الإيراني، قدم طلبا إلى الإنتربول لإصدار إنذار أحمر واعتقال (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب وبقية المتورطين في عملية اغتيال القائد السابق قاسم سليماني"، مؤكدا أنه "تم تحديد هوية 48 شخصا متورطا في اغتيال قاسم سليماني، بمن فيهم الرئيس الأمريكي وقادة ومسؤولون في البنتاغون وقوات في المنطقة، وتم تسليم الأسماء إلى الإنتربول".


وقتل قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس القيادي في الحشد الشعبي العراقي، في 3 يناير/ كانون الثاني 2020، في غارة أمريكية استهدفت موكبهما بالقرب من مطار بغداد.


فترة صعبة لترامب

وقال نجف على ميرزائي، مؤسس مركز الحضارة لتنمية الفكر في إيران، إن "ترامب كان يتمتع بحصانة سياسية في ظل احتلاله موقع رفيه كرئيس الجمهورية الأمريكي، وكان من الصعب ملاحقته قانونيًا، سواء على المستوى المحلي الأمريكي أو على المستوى الدولي".


وأضاف ميرزائي في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الحصانة زالت عن ترامب ويسهل الآن محاكمته وملاحقته قضائيًا، حيث ارتكب العديد من جرائم الحرب في حق إيران، من خلال تضييق الخناق على الملايين من الإيرانيين وتسبب في وفاة الآلاف منهم، بسبب تضييق فرص الحصول على علاج لكورونا، أو بسبب قضايا أخرى".


وتابع الخبير الإيراني: "إضافة إلى ذلك ارتكب ترامب جريمة عظمى بقتله للقائد قاسم سليماني، العدو الأول لتنظيم داعش، حيث اعترف رسميًا بأنه أمر بقتل الرجل، ناهيك عن الجرائم الاقتصادية والسياسية والحربية والأمنية التي ارتكبها، وكلها مواد قضائية خصبة ومهمة لإيران للتقدم إلى المحاكم الأمريكية وغير الأمريكية".


وأكد ميرزائي أن "الأيام القادمة ستكون عسيرة وصعبة على ترامب سوء داخليًا أو خارجيًا، وستشهد حراك محلي وعالمي ضده".


وعن إمكانية نجاح الملاحقة الإيرانية لترامب، قال: "التفاؤل ليس كبيرًا في هذا الصدد، لكن في النهاية إيران تقوم بما عليها لاستعادة الحق وإنزال العقوبة على الجرائم التي ارتكبها المجرمون".


ملاحقة قضائية

بدوره قال الدكتور عماد أبشناس، المحلل السياسي الإيراني، إن "الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خرق عدة قوانين واتفاقيات دولية في موضوع اغتيال الشهيد سليماني في بلد ثالث أو فرض عقوبات غير إنسانية ضد الشعب الإيراني".


وأضاف أبشناس في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "العديد من الملفات فتحت بالفعل ضده في المحاكم الدولية وطلب اعتقاله من قبل المحاكم الإيرانية والعراقية في يد الإنتربول، وترامب موضوع اليوم على اللائحة الحمراء للإنتربول الدولي".


وتابع المحلل الإيراني: "هناك شخصيات سياسية أخرى ورؤساء وزعماء كثيرون تم محاكمتهم وإصدار أحكام دولية ضدهم و ترامب غير مستثنى عنهم".


وأكد أبشناس أن "المحاكم الداخلية الأمريكية ممكن أن تحميه ولكن إذا ما خرج من الولايات المتحدة ممكن أن يواجه الاعتقال من قبل الإنتربول الدولي".


وأكدت الخارجية الإيرانية أن فرض عقوبات على كبار المسؤولين الأمريكيين لدورهم في الأنشطة الإرهابية والمناهضة لحقوق الإنسان ضد إيران.


وأفادت الوزارة بأن الشخصيات التي طالتها العقوبات ساهمت في اغتيال قاسم سليماني ورفاقه، واغتيال العالم النووي محسن فخري زادة، ودعم أعمال إرهابية ضد إيران، وتمويل وتسليح وتدريب جماعات إرهابية معارضة.


كما أشارت إلى أن تلك الشخصيات فرضت حصارا على الشعب الإيراني حالت دون حصوله على الأدوية والغذاء والخدمات والمعدات الطبية.


وأكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن بلاده تمكنت من هزيمة ترامب في السياسة الخارجية بدعم من الشعب الإيراني.


واعتبر وزير الخارجية الإيراني قرار مجلس الشورى الإسلامي الأخير حول الاتفاق النووي بأنه ياتي في سياق تنفيذ بنوده وليس العمل على إلغائه، وصرح "بأن الاتفاق النووي لا تنبعث منه رائحة كريهة ولم يُدفن".


وأشار ظريف إلى تصريحات المرشد الإيراني الأعلى الذي صرح بأن طهران ليست على عجلة لعودة أمريكا للاتفاق النووي، حيث قال ظريف: "لو نفذت واشنطن التزاماتها ورفعت الحظر فبإمكانها العودة إلى الاتفاق في إطار مجموعة "5+1". 


وبين ظريف أن الولايات المتحدة تخشى الشعب الإيراني، مؤكدا أنهم لم يهزموا أمريكا بالصواريخ بل بثقافة التضحية والشهادة.

كتابة تعليق

أحدث أقدم