يوم أسود في تاريخ أمريكا.. بدأت إجراءات مساءلة ترامب فهل تفضي لإقالته؟

عزل ترامب اليوم

بعد أقل من ثلاثة أشهر على "فضيحة أوكرانيا" أو ما يُطلق عليه "أوكرانيا جيت"، يصوّت مجلس النواب الأمريكي، على توجيه قراري اتهام إلى الرئيس دونالد ترامب، والذي سيصبح حال موافقة النواب على القرار، ثالث رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يحال للمحاكمة أمام مجلس الشيوخ بهدف عزله، وهو ما اعتبرته شبكة سي إن إن الإخبارية "يوماً أسود في تاريخ البلاد".

وقالت الشبكة الأمريكية، في تحليل منشور اليوم الأربعاء، إن الإجراءات الرامية إلى عزل ترامب أظهرت حجم الانقسام الذي تعاني منه الولايات المتحدة، مُشيرة إلى أن واشنطن تمر الآن بحالة من الغربة السياسية الهائلة التي تمزق أي شعور وطني، كما أنها تكشف عن عدم ثقة المسؤولين السياسيين في رئيسهم وحاكم البلاد.

وأضافت "سي إن إن" إن الانقسام بات الوضع السائد في الولايات المتحدة، وأظهر استطلاع رأي، أجرته الشبكة الإخبارية، أن 46 % يعتقدون أنه ينبغي عزل ترامب، بينما لا يرى 49 % أي أهمية للقيام بذلك.

كذلك أظهرت استطلاعات رأي أن الرئيس الأمريكي حظي بأكبر نسبة تأييد ووصلت معدلات شعبيته إلى مستوى تاريخي غير مسبوق، رغم إجراءات المساءلة، بعد النجاحات الاقتصادية التي حققها في الآونة الأخيرة.

وتوقعت الشبكة الأمريكية أن يتردد صدى إجراءات إقالة ترامب لسنوات طويلة مُقبلة، حتى بعد مغادرته لمنصبه.

يوم أسود في تاريخ أمريكا.. بدأت إجراءات مساءلة ترامب فهل تفضي لإقالته؟

تحركات بيلوسي

أعلنت نانسي بيلوسي، رئيس مجلس النواب، أن المجلس سيصوت صباح اليوم الأربعاء، حسب التوقيت المحلي الأمريكي، على لائحة الاتهام الموجهة للرئيس، والتي تتضمن اتهامين هما إساءة استخدام السلطة، وعرقلة عمل الكونجرس.

وقالت "سي إن إن" إن بيلوسي اضطرت إلى إعلان بدء اجراءات مساءلة ترامب رسمياً، رغم أنها لم تحبذ هذه الفكرة في البداية، ووجدت أنها "غير مُجدية"، ولكن الضغط الذي مارسه عليها حلفائها السياسيين وأعضاء حزبها الديمقراطي دفعوها إلى العمل على مساءلة الرئيس، خاصة بعد كشف مُخبر سري عن مكالمة سرية جرت بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال إنها لم تكن قانونية.

ويتهم الديمقراطيون ترامب بإساءة استخدام سلطاته ومنع المساعدات العسكرية المقدمة لأوكرانيا وعدم السماح للرئيس الأوكراني زيلينسكي بزيارة واشنطن، إلا بعد فتح تحقيق بشأن نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن ونجله هانتر، والذي عمل كعضو في مجلس إدارة شركة بوريسيما للطاقة، خلال فترة عمل والده في البيت الأبيض.

في المقابل، قال الشهود الذين استدعاهم الديمقراطيون، خلال جلسات الاستماع، إن ترامب اشترط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فتح تحقيق يُسيء لجو بايدن، منافسه الديمقراطي المُحتمل في الانتخابات، مقابل الحصول على المساعدات الأمريكية التي تقدّر قيمتها بــ400 مليون دولار.

وأفاد شهود، بينهم مسؤولين سابقين في البيت الأبيض ودبلوماسيين بارزين، بأن الرئيس الأمريكي وعددًا من أعضاء إدارته والمقربين منه عملوا من خلال قنوات سياسية خلفية على اقناع كييف بإجراء التحقيقات، وقاموا بمعاملات مشبوهة وغير قانونية.

وأظهر نص المكالمة التي جمعت بين الرئيسين في يوليو الماضي، ووصفها ترامب بـ"الرائعة"، أن الرئيس الجمهوري طلب خدمة أو معروفاً من كييف.

غير أن ترامب يبرر مطالبته لأوكرانيا بإجراء التحقيقات بأنه يسعى إلى الكشف عن إساءة استغلال بايدن لمنصبه كنائب للرئيس الأمريكي.

يوم أسود في تاريخ أمريكا.. بدأت إجراءات مساءلة ترامب فهل تفضي لإقالته؟

صراع الجمهوريين

منذ البداية، ناضل الجمهوريون لمواجهة الاجراءات الرامية لعزل ترامب، ويرجع ذلك للعديد من الأسباب أهمها أن الرئيس الأمريكي أكد الاتهامات الموجهة ضده مرات عديدة.

عوضًا عن بناء حجة منطقية تساعدهم على مواجهة الديمقراطيين، هاجم الحزب الجمهوري العملية، واتهم الديمقراطيين المسؤولين عن إجراءات المساءلة بإساءة استغلال سلطاتهم في محاولة التخلص من ترامب، وإخراجه من البيت الأبيض، لأنهم لا يستطيعون التغاضي عن هزيمته لمُرشحتهم للانتخابات الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون.

وقال السناتور الجمهوري دوج كولينز، العضو البارز في اللجنة القضائية بمجلس النواب، إن الأمر يُشبه "محاكمة الكنغر"، وتابع: "الوضع يبدو وكأننا في قصة أليس في بلاد العجائب أكثر من كوننا أعضاء في مجلس النواب".

واتهم السناتور الجمهوري وغيره من أبناء الحزب الديمقراطيين بالعمل على عزل الرئيس الأمريكي رغم فراغ جبعتهم من الحجج والأدلة المنطقية.

يوم أسود في تاريخ أمريكا.. بدأت إجراءات مساءلة ترامب فهل تفضي لإقالته؟


ورغم تأكيد فيونا هيل، المستشارة السابقة في مجلس الأمن وأحد أهم الشهود في جلسات الاستماع، أن أوكرانيا لم تحاول التدخل في الانتخابات عام 2016، إلا أن الحزب الجمهوري لا يزال مُصرًا على الترويج لنظرية المؤامرة التي تزعم أن كييف حاولت التدخل في عملية الاقتراع السابقة، حسبما ذكرت سي إن إن.

ذكرت "سي إن إن" أن عدد من المسؤولين الأوكرانيين انتقدوا نظرية المؤامرة التي يروجها الجمهوريون، وأشاروا إلى عدم وجود أي دليل حاولت التدخل في الانتخابات، كما هو الحال مع روسيا والتي قالت بعض التقارير إنها نفذت عمليات استخباراتية ضخمة خلال حملة الانتخابات الرئاسية للتأثير على الرأي العام، ومساعدة ترامب على الوصول إلى البيت الأبيض.

كما اتهم الجمهوريون الديمقراطيين بالفشل في الحصول على إفادات بعض الشهود الرئيسيين، رغم أن مسؤولين مثل مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، ورئيس موظفي البيت الأبيض بالإنابة مايك مولفاني منعوا من الإدلاء بشهادتهم أمام اللجنة القضائية في مجلس النواب.

كذلك لفتت الشبكة الإخبارية إلى أن الجمهوريين يزعمون أن إساءة استغلال السلطة ليست جريمة مُحددة، ولا يمكن استخدامها في بدء إجراءات عزل الرئيس، ويقولون إن ترامب طالب نظيره الأوكراني بالقيام بخدمة من أجل الوطن، وليس من أجل مصلحته الشخصية.

المصدر: مصراوي

كتابة تعليق

أحدث أقدم