«النشوق» و«المضغة» أبرز بدائل الكيف الشعبي الحلال لـ«ظبط دماغ» المصريين

تنوعت عادات المصريين، المتوارثة، منذ الاف السنين، وبخاصة بين تلك الفئة التي لم تغادر المناطقة الريفية مطلقا. ومن بين ما عرفه الريفيون من عادات، تلك المتعلقة بالمزاج، ولأن المصريين في معظمهم، لا يميلون إلى تناول المواد المخدرة، وبخاصة في تلك البيئة الريفية المغلقة، التي ما زالت تحتفظ بكلمة "عيب"، فإن معظم محبي المزاج لجأوا إلى أنواع من الكيف الشعبي الحلال، لـظبط الدما

ويعد «النشوق»، أو ما يعرف في  الفلاحين بـ«الشمة»، من أهم ما يستخدمه الرجال، والنساء، ورغم أنها عادة أوشكت على الانقراض، فإن بعض الأهالي في العزب، والأرياف، في الدلتا يصرون عليها؛ لأنها تخفف آلام احتقان الجيوب الانفية، وتثير حالة من الانتعاش في الصدر

وتتكون الشمة من تبغ غير محروق، يخلط معه مواد كثيرة منها العطرون، والملح، والرماد، والحناء، والطحين، ومواد أخرى متنوعة، ومنها السوداء، والحمراء، والخضراء، والصفراء، والبيضاء

وللشمة أنواع تختلف باختلاف أماكن تواجدها، فمنها الشمة السعودي، واليمني، والباكستاني  والهندي، والجميع يستخدمونها الاستخدام ذاته، وهو وضعها في الأنف، وتركها أطول فترة ممكنة لاعتقاد أنها تحسن المزاج.

المضغة السوداني، في حلايب وشلاتين، «الكيف الشعبي»، تعد نوع من أنواع التبغ الذي يتم تجفيفه، وطحنه، ولا يحرق، ويتركز بيعها بسوق الشلاتين، ولا يوجد سوى اثنين من البائعين، يدخلان النوع الجيد منها إلى مصر، حيث يتعاملان من خلال تجار الجمال الذين يجلبونها معهم في شاحنات نقل الجمال، وأحيانا السائقون.

و«المضغة» إما سادة، أي لا يضُاف له أي شيء، وهناك المضغة الحارة التي يضاف لها بعض المواد، بحسب رغبة المُتعاطي، وتستخدم عن طريق المضغ، وتأتي من السودان من خلال التجار أو السائقين الذين يأتون بالبضائع السودانية إلى مصر، كنوع من التجارة الهامشية، ويبيعونها بالرطل، بسعر20 جنيها للبارد، و40 جنيها للساخن.

وتباع في أكياس صغيرة لا يزيد الكيس منها على 20 جراما، ويصل سعره إلى جنيهين، وتستخدم 4 مرات يوميا، أو بحسب حالة الإدمان والتعلق بها، ويعتقدون أنها تقوى اللثة، وتجعل الأسنان قوية مضادة للتسوس.

وكان لا بد أن نسأل أحد الأطباء عن المضغة، وهل هي مخدر أم لا؟ فتحدثنا مع الدكتور تامر حسني، استشارى الصحة النفسية بصندوق مكافحة وعلاج الادمان، فقال إنها تشبه الكافيين، والكحوليات، إلا أن الاعتماد النفسي عليها أقوى من الاعتماد الجسدي. وأشار إلى أن الأرث الثقافي يجعل الناس يلجأون إلى الحلول السهلة، بتناول الأشياء الموجودة في الطبيعة، من أعشاب، وخلافه، للإيحاء لأنفسهم بزوال الآلام. وأشار إلى أن هذه الشخصيات، تعاني لدرجة ما من الاضطراب النفسي، وغياب الوعي، وهو ما يجعلهم غافلون عن المضاعفات الصحية لاستخدام هذه الأشياء.

وأوضح أن وضع المضغة بين الشفة السفلى، واللثة، بغرض استحلاب النيكوتين الذي يعتبر بمثابة المادة الفعالة، والقوية فيها، يجعلها تعطي، أثر التدخين دون إشعالها، حيث يوجد بها مادة قلوية من مسحوق كربونات الصودا المائية، الذي يستخدم فى بعض الصناعات، كصناعة الزجاج والصابون والدباغة، وهو الأمر الذي يجعل رائحتها نفاذة، وتمتص من خلال الأغشية المخاطية المُبطنة للفم، وتنتقل إلى الدم، وتحدث تأثير النيكوتين فى المضغة أقوى من السجائر، لأنه يمتص بشكل كامل من خال الفم، ولذلك يسبب نوعا من الإدمان الشديد، وعدم تحريم بيعه هناك جعله مألوفا؛ ولأنه مدر للربح بسبب الإقبال عليه لرخص ثمنه أصبح موروثا شعبيا له كل التقدير هناك، وتستخدم بين كل فئات الشعب  فى حلايب وشلاتين. وأضاف انها تسبب أضرارًا بالغة قد تصل إلى سرطان الفم، وتجعل من يتعاطاها كثير البصق فى الشارع، وتساعد على دخول الفطريات والبكتريا الجسم وتسبب الأمراض وتقرح اللثة، وهو مرض شائع فى حلايب وشلاتين، كما أنها تدمر مراكز التذوق فى اللسان وسبب رئيسى لسرطان الكبد


كتابة تعليق

أحدث أقدم